ذات مساء مليء بالضوضاء يبدو وكان هناك حفل زفاف في منزل جارنا العزيز ..فاتجهت إلي احدي شرفات المنزل
لأري مظاهر الفرح التي سرعان ما تتحول إلي " ضرب نار"
وكعادتي كلما دخلت الشرفة أطالع منظر العصافير والبلابل التي تعلو وتهبط علي قضبان السكة الحديد
في لحظه دخولي وجدت حركه غير عاديه ..شاهدتهم يسيروا في مدارات مختلفة ومتداخلة ..فاستدارت عيني في المكان تبحث عن سبب الانقلاب فلم أجد شيئا
وجال بخاطري انها وسيله لتسجيل اعتراضهم علي هذا الضجيج ..وفجاه لاح أمام عيني لونا فسفوريا غير ذلك الرمادي المعتاد ..فسرعان ما تبين انه عصفور آخر
له رأس صفراء ورقبه برتقالية وجسم اخضر اللون فأدركت حينها لماذا كانت تلك الحركة غير العادية من البلابل الاخري ....وجدت ذلك العصفور الفسفوري يجري
أمامهم ويقفز من مكان لآخر بكل حيوية ونشاط وكأنه يتراقص علي الأنغام الصادرة من حفل الزفاف ..وكم تمنيت أن أكون بالقرب منه أشاطره أفراحه وحريته
وأيضا كي أتبين من نوعيته فالظلام بدا يحل وبالكاد تري كتله من الألوان تقفز من مكان لمكان ..وبينما أنا مستغرقة في تأملاتي إذا بوالدي يأتي من خلفي وكأنه
يستنكر انتظاري الطويل مع هذا الضوضاء المزعج وقبل أن ينبس ببنت شفه أشرت له علي مكان ذلك العصفور الفسفوري فابتسم والدي واخبرني انه ليس من
الضروري أن يكون عصفورا . نسيت أن أخبركم أن والدي له باع طويل في تربيه عصافير الزينة ..ودّعت العصفور وهممت بالدخول حتى لا أصاب بصداع
يهشم رأسي وأصدقكم القول لقد تمنيت أن ابقي لمتابعه ذلك العصفور وموقف العصافير الاخري منه ,ولكنها أصبحت الآن أراده والدي في الهروب من الصداع
ودخلت الغرفة وهممت بـــ...
" هـــــنـــــد ..هنــــــد " انخلع قلبي لهذا النداء فصوت والدي كان يوحي بحدوث كارثة كبري كانت خطوه واحده وأصبحت في الشرفة مره أخري لأجد والدي يشير
إلي منظر ينفطر له القلب ..
جرت إحدى القطط الضالة إلي عصفوري الجميل علي غفلة منه أمسكته بأنيابها وهنا كدت أجن عندما رأيت قطه أخري تجري وتخطف العصفور من فم الأولي
وكأنها وليمه يتصارعون من اجلها وهو ينتهز فرصه للفرار منهما وشعرت بصوت استغاثته تعلو فوق ضجيج الفرح وكلما ينفلت من احدهما تسحبه الاخري .لم
استطع الانتظار فعما قريب سيخرج قطيع من القطط الضالة ويمزقونه عن آخره ..فناديت بأعلى صوتي علي أخي الصغير وطلبت منه أن يذهب ليخلص ذلك المسكين
من الموت المحقق وها هو آخي يجري وراءها وهي تحمله بين أنيابها ولم تتركه إلا عندما أدركت أن هناك خطرا يقصدها يا لها من قطه حقيرة تسببت في خروج
الكثير من ذلك الريش الملون وراقبت أخي بقلب حائر تُري هل مازال علي قيد الحياة أم ...؟؟
مر وقت طووويل وفي الواقع لم يكن إلا بضع ثواني وكان أخي يحمله بين يديه مبتسما وهو يقول " صاحي صاحي "
وذهبت مع والدي لنتفحصه جيدا ..كانت أنفاسه تلاحقة وكأنه ينتفض من الخوف تلقاه والدي بحنان ولم يكن هناك أي آثار لجروح أو دماء .ولكن العصفور كان
في ذعر شديد وعيناه لا تكاد تنام لا ويفتحها بسرعة وكأنه يقاوم الموت وقال والدي انه نوع من انواع الببغاء له منقار الببغاء وجسم العصفور حقا تبارك
الخلاق ..
هو الآن يعيش في قفص أنيق ..مزود بالماء وبالحَب الذي يشتهيه ...والتقط الحب في نهم ..ولكنه مازال يرتعد واخشي أن يكون هناك كسر في احد أرجله الضعيفة
ولم أكن أتخيل انه سيبقي علي قيد الحياة بعد ما رأي الموت مراات عديدة.
وتغمرني الان سعاده بلا حدود ..لان الله جعلني سببا في انقاذ هذا الببغاء ...واصبحت اناديه كوكتيل لانه مزيج بين فصيلتين ولاني رايت معه الوانا من المشاعر
المتضاربه , حماك الله يا كوكتيلي العزيز!
هناك تعليقان (2):
ياه ! سبحان الله!
موقف عجيب جدا فعلا
مجرد مدونه
سبحان الله فعلا
لحد دلوقتي وانا لسه بستغرب .
نورت يا فندم
إرسال تعليق