الاثنين، 19 أكتوبر 2009

:: متمردةٌ هيَ ::


بسم الله الرحمن الرحيم

لم أسطتع قط تفسير تلك النظرة ..
كلما تراني والدتها تنظر إليّ - بعينين غائرتين - نظرة قاتمة ..لا أدري هل تنظر نفس النظرة لباقي أصدقائنا ؟؟
أم هي لي وحدي حيث كنت الصديقة المقربة لابنتها ؟!
بدأت المغامرة في الصف الرابع الابتدائي ..عندما أُجبرت علي النقل من فصل والدتي إلي فصل آخر لا أعلم فيه أحد
جلست بجانبي فتاة يبدو عليها الهدوء كانت تدعي " هالة " وكنت أحسبها كذلك ..
وطالت الجلسة ما يقارب السبع سنوات ..( لم أدرك ذلك إلا الآن :( ).
بدات تسألني " علي الدرس اللي بروح فيه " علي سبيل المقارنة ..فأخبرتها علي مكانة ..وبالفعل كانت معي في غضون أسبوع
بدأت اشعر أنها تلاحقني ..وبالتعود أصبحت أراها يومياً في المدرسة وفي الدرس ..وأخيرا عرفت أنها تبعد عن مسكني فقط بشوارع قليلة ..
كانت غيورة جداً ..لم أكن أعرف هذا ..فقط والدتها هي من أخبرتني ..وكانت تستحثني علي المذاكرة لانها تعلم إن ابنتها ستسارع بالمذاكرة
لتتفوق عليّ ..وهكذا كنا في الظاهر ...للأسف كانت تفعل المستحيل حتي تتفوق علي بطرق مشرووعة وغير مشروعة ..حتي لو بنصف درجة...حقيقة لم أكن أشعر بهذا منها ...!!
حتي التحقنا بالمدرسة الاعدادية ..تخيلت وقتها أنني سأبدء حياة جديده ولكني فوجئت باتصال هاتفي منها تخبرني أنها التحقت بنفس الدرس الذي التحقت به ..وبالطبع سنكون في صف واحد في مدرسة واحدة ..لم أدري لماذا فرحت حين ابلغتني ..يبدو إنني كنت أحبها في ذاك الوقت
لا أدري ...فوجئت ونحن في طريقنا للدرس أنها تنزف دماً..سألتها عن ذلك ؟...أجابت في سرعة " ده قلم أحمر وقع علي ايدي " ..الحمد لله كنت أفرق جيداً بين الدم وحبر القلم !!..وعلي غرة منها ..نزعت المنديل من يديها ..فإذا بالدم يغمر يدي !!..قامت تلك المجنونة بتقطيع شراين يديها اليسري ..كدت أفقد الوعي من منظر الدم ..ولكنها هي من فعل ذلك أولاً.:(

كنا علي مقربة من الدرس ..واستنجدت بأحد المدرسين الذي سرعان ما أسعفها ونقلها إلي المستشفي ..بعدما أفاقت عرفت من والدتها أنها رفضت لها طلباً بسيطا ..فدخلت غرفتها وفعلت فعلتها وخرجت ..وعرفت أنها لم تكن المرة الأولي ..وبالطبع لم تكن الاخيرة ..!!

نهرتها بشدة ..وهددتها لو فعلت ذلك مرة أخري فلن أذهب معها المدرسة ..وكان ذلك حقا عقاب رادع لها ..ومرت 3 سنوات لا أتذكر منها
الكثير ..ولكنها كانت حياة مليئة بالشجار والغيرة وأحياناً الافتراق لعدة شهور ..ثم الرجوع ... حياة مثيرة بالطبع :(..!

وبعد الالتحاق بالمدرسة الثانوية ..اجريت نفس المكالمة التليفونية - الغريب في الأمر أنني مازلت أحفظ رقم التليفون الخاص بها - ووجدتها معي في الدرس ..ولكني كنت قد تعرفت علي المزيد من الاصدقاء ...فكانت تجلس وحدها ..وصادقت "شلة وحشة " علي حد تعبيرها
نعم كانت تعرف أنهم أصدقاء سوء ..ورغم ذلك كانت تخرج معهم ...وتركت مصاحبتي ..ولكنها كانت تأتي كل فترة تحكي لي علي مغامراتها مع الشباب ..وكيف أنها تعلمت كذاوكذا ..ولا تتحرج أبداً من قول هذا ..رغم انني كنت اوبخها بشده .وقضيت فرتة كبيرة أساعدها علي المذاكرة مرة أخري ..ولكنها أعجبتها حياتها الجديدة ...كانت تقول لي " أنتِ البنت الوحيدة وأكيد كل طلباتك أوامر " في الواقع لم أكن كذلك ..ولكن عرفت مؤخراً .." دي بتمشي كلامها علي ابوها كمان !!" علي حد تعبير والدتها التي احتارت في أمرها وبلغت شكوكها أقصاها..وبسبب تمردها قام المسؤل عن الدرس بطردها منه ...ولكنها لم تعبأ به ..بل وألقنته درساً لن ينساه ..بدأت اتحرج منها واختلق الاعذار عندما أقابلها صدفة في الشارع ..ومرة وجدتها مربوطة الايدي ..اعترفت لي أن والدها وبخها بسبب خروجاتها المستمرة فقطعت شراينيها والاربطه .." وعملت عملية كبيييرة أوي ..والدكتور عمل بابا محضر عشان ده كان انتحار وأنا لسه قاصر ..." علي حد تعبيرها .
هنا شعرت بالذنب تجاهها..هل أنا السبب ؟
هل كنت حقا أخفف عنها عندما كانت تخطأ وتأتي معترفة بخطأها ؟
وانقطعت أخبارها عني ..وحتي الآن رأيتها مرة واحدة خلال الاربع أعوام الماضية ..وعرفت أناه التحقت بكلية الآداب
ومنها الي الحقوق ..ومنها الي معهد ما ...وكانت تنوي السفر خارج المدينة ..
وكلما أري والدتها ..أشعر بالضيق ..تقول لي " إذيك يا دكتورة هند " ..وتبكي ..
واليوم رأيتها ..لم يكن هناك الوقت الكافي لأبتسم حتي في وجهها ..ولكنها نظرت إلي نظره أفزعتني ...وانتهت بي إلي كتابة هذا البوست :(
ت م ت




السبت، 10 أكتوبر 2009

::نونيه القحطاني ::




درة يتيمه
قوة في معانيها
وسلامة مبانيها
وروعة قوافيها
وكثرة علومها
وغزارة علمها

يقول في مطلعها :

يا منـزل الآيـات والفرقـان *** بيني وبينـك حرمـة القـرآن
إشرح به صدري لمعرفة الهدى *** واعصم به قلبي من الشيطـان
يسر به أمري وأقض مآربـي *** وأجر به جسدي مـن النيـران

ويقول في نهاية القصيدة:

أنا تمرة الأحباب حنظلة العـدا *** أنا غصة في حلق من عادانـي
وأنا المحب لأهل سنـة أحمـد *** وأنا الأديب الشاعر القحطانـي
سل عن بني قحطان كيف فعالهم *** يوم الهياج إذا التقـى الزحفـان
سل كيف نثرهم الكلام ونظمهـم *** وهـا لهـم سيفـان مسلـولان
نصـروا بألسنـة حـداد سلـق *** مثل الأسنـة شرعـت لطعـان
سل عنهم عند الجدال إذا التقـى *** منهم ومن أضدادهـم خصمـان

****
وأنا الـذي حبرتهـا وجعلتهـا *** منظومـة كقلائـد المـرجـان
ونصرت أهل الحق مبلغ طاقتي *** وصفعت كل مخالـف صفعـان
مع أنها جمعـت علومـا جمـة *** مما يضيـق لشرحهـا ديوانـي
أبياتها مثـل الحدائـق تجتنـى *** سمعا وليـس يملهـن الجانـي
وكأن رسم سطورها في طرسها *** وشـي تنمقـه أكـف غوانـي
والله أسألـه قبـول قصيدتـي *** منـي وأشكـره لمـا أولانـي
صلى الإله على النبـي محمـد *** ما ناح قمري علـى الأغصـان
وعلى جميـع بناتـه ونسائـه *** وعلى جميع الصحب والإخـوان
بالله قولـوا كلـمـا أنشـدتـم *** رحم الإله صداك يـا قحطانـي!!


كانت تلك مقتطفات بسيطه جدا من تلك الرائعه
ولتمام الاستمتاع بها اليكم ..
القصيده كامله
بصوت القارئ
فــــارس عـــــبــــاد

http://www.mojama.net/new/sound.php?do=viewsound&ids=708

تستاهل التحميل :)
بصراحة لاأمل من تكرار سماعها :D

الأربعاء، 7 أكتوبر 2009

راجعين ..!!

وانقسم الطلاب..!

منهم من يتمني رجوع الدراسه ومنهم من يحمد الله علي التأجيل و انفلونزا الخنازير


أنا كنت مأيده التأجيل ...بس فعلا حسيت بالحنين للكليه ..معرفش ليه ؟ رغم انها سنه تالته :(

وكمان حنيت أكتب في البلوج زي الاول ...وأتأكدت ان البعد بيعلم الشوق .

تقريبا انقضي الاسبوع الاول من بدء الدراسه ..ولسه عايشين في الاجازه .

او هو شعور رااائع ان الشغل لسه في أوله مع الاستمتاع بالصحبه الجميله اللي افتقدناها طول فتره الاجازه

نفسي كمان اجتاز السنه دي بدون خساير انا وكل اصحابي والدفعه كمان لو أمكن ذلك :D

وان شاء الله اكتب بوست التهنئه بتاع النجاح علي اخر السنه .._أتمني ذلك _

وربنا مع الجميع

هنوده :D


السبت، 14 مارس 2009

استــغاثه كوكــتيل !!

ذات مساء مليء بالضوضاء يبدو وكان هناك حفل زفاف في منزل جارنا العزيز ..فاتجهت إلي احدي شرفات المنزل
لأري مظاهر الفرح التي سرعان ما تتحول إلي " ضرب نار"
وكعادتي كلما دخلت الشرفة أطالع منظر العصافير والبلابل التي تعلو وتهبط علي قضبان السكة الحديد
في لحظه دخولي وجدت حركه غير عاديه ..شاهدتهم يسيروا في مدارات مختلفة ومتداخلة ..فاستدارت عيني في المكان تبحث عن سبب الانقلاب فلم أجد شيئا
وجال بخاطري انها وسيله لتسجيل اعتراضهم علي هذا الضجيج ..وفجاه لاح أمام عيني لونا فسفوريا غير ذلك الرمادي المعتاد ..فسرعان ما تبين انه عصفور آخر
له رأس صفراء ورقبه برتقالية وجسم اخضر اللون فأدركت حينها لماذا كانت تلك الحركة غير العادية من البلابل الاخري ....وجدت ذلك العصفور الفسفوري يجري
أمامهم ويقفز من مكان لآخر بكل حيوية ونشاط وكأنه يتراقص علي الأنغام الصادرة من حفل الزفاف ..وكم تمنيت أن أكون بالقرب منه أشاطره أفراحه وحريته
وأيضا كي أتبين من نوعيته فالظلام بدا يحل وبالكاد تري كتله من الألوان تقفز من مكان لمكان ..وبينما أنا مستغرقة في تأملاتي إذا بوالدي يأتي من خلفي وكأنه
يستنكر انتظاري الطويل مع هذا الضوضاء المزعج وقبل أن ينبس ببنت شفه أشرت له علي مكان ذلك العصفور الفسفوري فابتسم والدي واخبرني انه ليس من
الضروري أن يكون عصفورا . نسيت أن أخبركم أن والدي له باع طويل في تربيه عصافير الزينة ..ودّعت العصفور وهممت بالدخول حتى لا أصاب بصداع
يهشم رأسي وأصدقكم القول لقد تمنيت أن ابقي لمتابعه ذلك العصفور وموقف العصافير الاخري منه ,ولكنها أصبحت الآن أراده والدي في الهروب من الصداع
ودخلت الغرفة وهممت بـــ...

" هـــــنـــــد ..هنــــــد " انخلع قلبي لهذا النداء فصوت والدي كان يوحي بحدوث كارثة كبري كانت خطوه واحده وأصبحت في الشرفة مره أخري لأجد والدي يشير
إلي منظر ينفطر له القلب ..
جرت إحدى القطط الضالة إلي عصفوري الجميل علي غفلة منه أمسكته بأنيابها وهنا كدت أجن عندما رأيت قطه أخري تجري وتخطف العصفور من فم الأولي
وكأنها وليمه يتصارعون من اجلها وهو ينتهز فرصه للفرار منهما وشعرت بصوت استغاثته تعلو فوق ضجيج الفرح وكلما ينفلت من احدهما تسحبه الاخري .لم
استطع الانتظار فعما قريب سيخرج قطيع من القطط الضالة ويمزقونه عن آخره ..فناديت بأعلى صوتي علي أخي الصغير وطلبت منه أن يذهب ليخلص ذلك المسكين
من الموت المحقق وها هو آخي يجري وراءها وهي تحمله بين أنيابها ولم تتركه إلا عندما أدركت أن هناك خطرا يقصدها يا لها من قطه حقيرة تسببت في خروج
الكثير من ذلك الريش الملون وراقبت أخي بقلب حائر تُري هل مازال علي قيد الحياة أم ...؟؟
مر وقت طووويل وفي الواقع لم يكن إلا بضع ثواني وكان أخي يحمله بين يديه مبتسما وهو يقول " صاحي صاحي "
وذهبت مع والدي لنتفحصه جيدا ..كانت أنفاسه تلاحقة وكأنه ينتفض من الخوف تلقاه والدي بحنان ولم يكن هناك أي آثار لجروح أو دماء .ولكن العصفور كان
في ذعر شديد وعيناه لا تكاد تنام لا ويفتحها بسرعة وكأنه يقاوم الموت وقال والدي انه نوع من انواع الببغاء له منقار الببغاء وجسم العصفور حقا تبارك
الخلاق ..
هو الآن يعيش في قفص أنيق ..مزود بالماء وبالحَب الذي يشتهيه ...والتقط الحب في نهم ..ولكنه مازال يرتعد واخشي أن يكون هناك كسر في احد أرجله الضعيفة
ولم أكن أتخيل انه سيبقي علي قيد الحياة بعد ما رأي الموت مراات عديدة.
وتغمرني الان سعاده بلا حدود ..لان الله جعلني سببا في انقاذ هذا الببغاء ...واصبحت اناديه كوكتيل لانه مزيج بين فصيلتين ولاني رايت معه الوانا من المشاعر
المتضاربه , حماك الله يا كوكتيلي العزيز!